1/26/2008

القصر الكريستالى

مهاجر الى الديار
عندما إنتهيت من بناء قصرى الكريستالى .. إنهار فوقى


منذ فترة بعيدة .. إنتابتنى بعض الأفكار الجديدة والغريبة فى آن واحد .. وهى أن أقوم بجمع كل ذكرياتى وطموحى وأحلامى فى إطار واحد .., بل وأشرك ممن أحب فى ذلك
فإخترت كل من إختارة قلبى لكى يكون معى فى هذا المكان اللذى لم أكن قد حددن ملامحة .. وأضفت للصفوة اللتى إختارها قلبى الصفوة من العاملين المهرة

وفكرت جلياً فى مكان يكون خلاباً للعين على قدر ما يكون علامة تذكر فى العلاقات الإنسانية القويمة .. ليكون الحب والإخاء والوفاء هو هدفنا اللذى نسعى من خلالة إلى كل الأهداف

وأخيراً إستقريت على بناء قصر كرستالى عالى .. بعيداً عن خبث النفوس وسواد القلوب .., وكنت أنا المؤسس اللذى وضع حجر الأساس .. ونظرت للجميع نظرة قائلا فيها : إنتظرونى .. سأعود كما وعدتكم بالقصر الجديد

بذلت قصارى جهدى لإنهاؤة فى أسرع وقت .. وكانت أسلحتى الصبر والتضحية بكل نفيس .. والوعد لكل من أقابلة فى طريقى .. بأنى عائد

لكن كان دائما عدم التوفيق حليفاً لى .. فوقفت لأستريح قليلا من عناء الطريق .. لكنى نظرت مرة أخرى للطريق فوجدتة قد إقترب من النهاية .. وأوشك القصر الفخم على الإنتهاء .. وعادت الأحلام الوردية تداعب خاطرى مرة أخرى .. فإشتد ساعدى وعدت للعمل مرة أخرى مبتسما إبتسامة النصر .., فهاهو القصر المنتظر قد إنتهى بالفعل ..

بقى أن أنادى على صفوتى من الجلساء والبناءين المهرة لكى يسكنوا معى وينتهوا مما بدأته .. وناديتهم بإسم الحب والإخاء أن ينسوا كل المتاعب اللتى لاحقتنا جميعاً بينما كنت أشيد القصر .., وفتحت ذراعى لأضمهم جميعا ونبدأ رحلة جديدة نحو طريق جديد ..

فلما نظرت تجاههم .. لم أجد أحدا ينتظر مثلما تمنيت .., وجدتهم جميعا قد فقدوا الأمل فيما كنت أعدهم به ., وجدت فقط وجوة عابسة .., مغلقة العقل .. ترفض الإنضمام إلى مملكتى الجديدة .. , ولكنى صحت بهم مرة أخرى بأن هذا المكان هو لنا جميعاً .. فلم أجدا أحدا يستمع

عدت خائباً إلى القصر المهجور وجلست فيه وحدى مع من جاء ليواسينى .. ولكن الحال لم يطل بهم معى .. عاد كل منهم إلى ديارة خلسة .. دون أن أشعر حتى لا أناشد أى منهم بشعاراتى للبقاء معى..

وكلما رحل واحداً منهم إنهار فوقى جدار .. فأبتسم ناظرا إلى البقية على أمل أن تبث فينا الروح ونستعيد الحلم القديم .. لكنى فوجئت بأن القصر قد إنهار كلة فوقى دون أن أشعر .. نظرت نظرةأخيرة حولى .. فإذا بى وحيدا داخل قصر متهدم مهجور ..

ووجدتى قد نبتت لى أجنحه تشبة أجنحة الملاك .. ولكنا ليست أجنحة ملاك لأنى لم أكن يوما ملاك .., فضربت بها الهواء وطرت عاليا بإتجاه القمر .. وكان بدرا هذة الليلة .. لملمت أحزانى وطرت بعيدا إلى المجهول ..

وصلت إلى مكان عال .. على جبل ناء .. فذكرنى هذا المكان بطفولتى ., وشعرت بأننى أنتمى إلى هذا المكان .. جلست على هوته متكأ على عصا طويلة .., يربض على كتفى صقرى وأنيسى الوحيد .. وأنا أتكلم الآن من هناك .. من تلك الأراضى العالية .. اللتى رحلت إليها تاركاً ورائى حطام قصور مهجور

والآن أتساءل .. هل ستدوم عزلتى فى هذا المكان؟؟ .. أم أفيق يوما على أحلام جديدة بقصر جديد ؟
لكى أعود لعقلى مرة أخرى وأقول

" عندما إنتهيت من بناء قصرى الكريستالى .. إنهار فوقى "

إسلام يونس

14\1\2006

0 comments: