10/27/2009

!لحظات فارقة فى التاريخ الكروى المصرى




لا أخفى عليك سراً عزيزى قارىء هذا الموضوع أننى لا أستطيع النوم جيدا من أن علمت بأن مواجهة منتخب مصر مع نظيرة الجزائرى ستكون حاسمة لمنتخبنا سواء بالصعود إلى كأس العالم 2010 فى جنوب إفريقيا - إن شاء الله - وكتابة تاريخ ناصع البياض لهذا الجيل بقيادة ساحر الأجيال "محمد أبو تريكة " أو بعدم التأهل – لاقدر الله – ومواجهة سنوات مظلمة جديدة للكرة المصرية .
فهذا اللقاء أعتبره أهم لقاء كرة قدم عاصرته أو سوف أعاصره فى حياتى حتى الآن , ولكى تتعرف معى على أهمية المباراة بالنسبه لى كما هى مهمه بالطبع لكل جيلى وكل المصريين .. دعنا نسترجع بعض اللقطات التى عاصرتها بنفسى خلال العشرة أعوام الأخيرة .

1- المشهد الأول : يوليو 2001
كنت أعيش وقتها أفضل لحظات حياتى كشاب فى مقتبل عمره , وفى هذا الوقت تحديدا كنت فى مصيف "رأس البر" مع أصدقاء عمرى نقضى سويا الأجازة الصيفية .
منتخب مصر على موعد مع لقاء الجزائر فى عنابه ويريد الفوز بفارق فى الأهداف حتى يضمن التأهل إلى كأس العالم 2002 فى كوريا واليابان , وكنا نعلم جميعا أن منتخب السنغال – المنافس الأول لمنتخب مصر فى التصفيات – سوف يمطر الشباك الناميبية حتى يتساوى مع منتخب مصر فى عدد الأهداف فى حال فوز المنتخبان .. ويحرز أحمد حسام ميدو – وهو فى قمة تألقه وعطاؤه – هدف التقدم لمصر من ضربه جزاء و جووووووووووووول ! , ولكن تهيج الجماهير وتتعالى صيحاتهم وتتوقف المباراة كثيراً حتى أفقدونا تركيزنا ثم أحرزوا فينا هدف التعادل .. مع العلم بأن المنتخب الجزائرى كان قد فقد الأمل تماماً فى التأهل لتلك النهائيات بعد إحتلاله المركز الرابع خلف السنغال والمغرب ومصر , وتأهلت السنغال كأول للمجموعة بعد فوزهم بخمسة أهداف للاشىء على منتخب ناميبيا ...
وكان يوماً عصيباً .. خرجت مذهولا من الحماس المفرط للمنتخب الجزائرى وجماهيره كى لا نصعد للمونديال .. أمشى فى الشارع بدون عنوان وأنا أمنى نفسى بأن القادم أفضل خلال السنوات الأربع القادمة , وشاهدنا بعدها منتخب السنغال يصول ويجول فى كوريا واليابان ويهزم فرنسا والسويد ويتأهل لدور الثمانية كثانى منتخب أفريقى يحقق هذا الإنجاز على مر تاريخ بطولات كأس العالم , وقتها كنت مشجع كروى ضعيف ولا أتابع أخبار الرياضة سوى من صفحة الرياضة بجريدة الأخبار , وكنت أطالع ملحق كأس العالم يومياً لأجد مقالات بحجم نصف الصفحة بعنوان "هل كانت ستفعل مصر ذلك إذا كانت تأهلت بدلا من المنتخب السنغالى؟!! "

2- المشهد الثانى : فبراير 2004
كانت ثقافتى الكروية آخذة فى التقدم بعد التعرف على المواقع الرياضية على شبكة الإنترنت , وكنت وقتها مشجعاً للأهلى وهو فى أسوء حالاته عندما كان يخسر من إنبى فى آخر مباريات الدورى ويهدى الدورى للزمالك , ويخسر من كل فرق الدورى فى عهد ما قبل عودة مانويل جوزيه , وأعرف لاعبى المنتخب جيداً , وأتابع أخبار ميدو مع مارسيليا الفرنسى وهم يلقبونه بفاكهة بطولة تونس 2004 , محسن صالح بكتيبته المعروفه يستعد للبطولة بمباريات قوية يفوز فيها على السنغال وجنوب إفريقيا بفضل تألق ميدو وقتها وإستبشرنا خيراً بتحقيق نتائج إيجابيه فى هذة البطولة خصوصا أنها تقام على أرض بلد عربى شقيق .
يفوز منتخب مصر بصعوبة على أضعف فرق المجموعة زيمبابوى بهدفى تامر عبد الحميد ومحمد بركات قبل عودته للأهلى , وكنا فى حاجه للفوز على منتخب الجزائر – الضعيف جدا وقتها وكله من المحليين عديمى الخبرة الدولية – حتى نتجنب الدخول فى معادلات صعبه فى آخر مباريات المجموعة مع منتخب الكاميرون "الرهيب" وقتها بقيادة باتريك مبوما وأوليمبيه وإيتو , ودخلنا المباراة بمعنويات مرتفعه وهجوم قوى لم يثمر حتى أحرز المنتخب الجزائرى هدف التقدم من ضربة ركنية , ويسود الملعب دخان أبيض اللون يشبه الشبورة التى نشاهدها فى الصباح الباكر نتيجة لإلقاء الشماريخ على أرض الملعب من الجماهير الجزائرية المتحمسه والتى لا تصدق أن منتخبها الشاب إستطاع التقدم على منتخب مصر القوى .
وقبل نهاية الشوط الأول يحرز المتألق أحمد بلال هدف إعادة الأمور لنقطة الصفر لمنتخب مصر وينتهى الشوط الأول بالتعادل بهدف لكلا المنتخبين , ويدخل المنتخبان الشوط الثانى والكل يعلم أن المنتخب المصرى سوف يلتهم نظيره الجزائرى فى الملعب وسيحرز ما يكفيه من الأهداف وبسهولة , ضغط قوى من المنتخب المصرى وإستماته من المنتخب الجزائرى حتى تحصل حسين عشيو على الكرة من تسديدة طائشة ويجرى بها ناحية مرمى منتخب مصر من أول الملعب ينتظر أن يعرقله أحد وإذا بالكره تطاوعه ويجد تغطية دفاعية سيئة من هانى سعيد – أسوء مدافع مصرى وقتها – ويراوغه وينفرد بنادر السيد ويحرز هدف التقدم للجزائريين !!!!
وقتها لم أدرى بنفسى وأنا أصفع نفسى على وجهى بقوه وسط ذهول الجميع بما فيهم الجزائريين نفسهم , حتى جائت آخر لحظات المباراة وتأتى الكاميرا على سعدان – كان هو المدير الفنى للجزائر وقتها – لتجده شاخص العينين مبتسماً ولا يصدق نفسه بأنه قد خرج بالثلاث نقاط وهو من كان يمنّى نفسه بنقطة واحدة على أقصى تقدير , فكان الفوز على المنتخب الكاميرونى لا بديل له إن أردنا التأهل , ولكن تنتهى المباراة بالتعادل السلبى لتتأهل الجزائر – على الرغم من خسارتها من زيمبابوى – بفارق الأهداف عن مصر لتجاور الكاميرون فى دور الثمانية وتخرج مصر من الدور الأول فى سقطة مدوية لمحسن صالح والدهشورى حرب !

3- المشهد الثالث : يونيو 2005
بدأت عملاً جديداً أطمح من خلاله إلى تغيير مجرى حياتى – والحمد لله قد كان – فى منتصف يونيو 2005 ولا حديث سوى عن مباراة مصر المصيرية مع منتخب كوت ديفوار فى أبيدجان , وكان يتطلع المنتخب المصرى إلى تحسين أوضاعه تحت قيادة المعلم "حسن شحاته" بعد بداية سلبية وسيئة للغاية تحت قيادة "الطموح" - كما لقبه الدهشورى حرب وقت تعيينه - ماركو تارديللى , ففاز على ليبيا – التى تذكرنى بالجزائر الآن فى أنها وجدت نفسها بفعل أخطائنا قريبه من التأهل – والسودان بسداسيه وأصبحنا على أرض الواقع نمتلك فرصة التأهل , ليأتى دروجبا ويطلق على نادر السيد رصاصتين من عيار الرحمة ليتركنا مع كوابيس جديدة .
ووقتها فقط .. فقدت الأمل فى أن يكون لمصر منتخباً يستطيع أن يسعد شعبها !
4- المشهد الرابع : ديسمبر 2005
كنت قد إتخذت قراراً بتشجيع النادى الأهلى فقط كونه المشروع الرياضى الوحيد فى مصر القادر على بعث الإبتسامة على وجوه المصريين , وبالفعل كان يقدم الأهلى عروضاً مبهرة فى البطولات التى يخوضها جميعا بدون هزيمة ويفوز ببطولة أفريقيا للأندية أبطال الدورى على النجم الساحلى فى النهائى بثلاثية مع الرأفة ويتأهل رسمياً إلى كأس العالم للأندية .
وقتها خرجت الأقلام تشيد بالأهلى كونه عوض مصر عن الإخفاق فى التأهل لكأس العالم وأقلام أخرى تشيد بعبقرية جوزيه وآراء جاهلة تستشهد بترتيب النادى الأهلى على المستوى العالمى وترتيب نادى إتحاد جده فى المقابل , ليصدمنا الأهلى مجدداً ويحبطنا كما فعل المنتخب ويخسر خسارة غير منطقية من إتحاد جدة السعودى لينهار بعدها ويخسر من فريق استرالى مغمور .
لم أغامر كثيراً وأتوقع أن يفعل المنتخب المصرى أى إنجاز فى بطولة 2006 المقامه على أرض مصر , ولم أغامر ايضاً بترك تشجيع النادى الأهلى ।

بداية الحلم :
مثلى مثل الجميع لم نكن نتوقع الفوز فى هذة البطولة لاسيما مع وجود جميع المنتخبات المتأهلة لكأس العالم 2006 , ولكن فعلها حسن شحاته مع أبناؤه بقيادة الصقر المصرى أحمد حسن والمايسترو محمد أبو تريكة .
ولأول مرة منذ زمن أذق طعم الفرحة والتى إنفجرت بداخلى بعد تصدى عصام الحضرى لركلتى جزاء أحداها كانت تسديدة دروجبيه إنجليزية , ووقتها أيقنت أن بطل إفريقيا 2006 ظلم فى إعطاؤة صفر فى تصويت إستضافة مونديال 2010 ومن الظلم أيضاً ألا يشارك بها .
وبعد بطولة 2006 كان عشاق النادى الأهلى على موعد مع السوبر الإفريقى ومواجهة بطل الكونفدرالية الأفريقية نادى الجيش الملكى المغربى , وإنتهت المباراة بالتعادل بدون أهداف مثلما حدث مع منتخب مصر فى مواجهة الأفيال فى النهائى .
وإستطاع الحضرى أن يتصدى لركلتى جزاء ليفوز الأهلى بكأس السوبر الأفريقية مثلما فاز المنتخب الكبير بالبطولة الأفريقية الكبرى .
لكن شعورى وقتها كان مختلفاً , وشعرت فجأه أن فرحتى بفوز الأهلى لا توازى ولو 5% من فرحتى بفوز منتخب مصر ببطولة أفريقيا , وقتها فقط تركت تشجيع النادى الأهلى إلا فى المناسبات الدولية وتفرغت تماما لتشجيع منتخب مصر .
و خرج الخبثاء وأعداء النجاح ومحبى الأندية على حساب المنتخب ليقولوا أن المنتخب المصرى فاز بالبطولة كونها على أرض مصر وبدعاء الوالدين , وحسن شحاتة غير كفء ولابد من تغييره قبل فوات الأوان , وساعدهم حسن شحاته فى ذلك بأنه تأهل لنهائيات كأس الأمم الإفريقية بغانا بمنتهى الصعوبة بعدما تعادل خارج أرضه فى الثلاث مباريات الخارجية مع فرق متواضعة من عينة بتسوانا ورواندا وموريتانيا والفوز عليهم فى القاهرة ..
لكنى لم أشك للحظة فى إمكانيات منتخبنا بقيادة المعلم وقدرتهم على المنافسة على بطولة غانا 2008 , بل وقدرتهم على التأهل إلى كأس العالم 2010 .
وبالفعل لم يخيب منتخب " الساجدين" ظنى فيهم وقدموا أروع العروض على أراضى النجوم السمراء مزيحين كبار إفريقيا بالأربعات التاريخية .
ولأول مرة أخرج إلى الشارع أحتفل مع الجماهير , أى شخص كنت أراه كنت أقول له "ألف مبروك وعقبال كاس العالم , وده المهم" .
وأخيراً أصبح من الصعب عدم تأهل منتخبنا الى كأس العالم بعد فوزه ببطولة إفريقيا مرتين متتاليتين مقدماً أروع العروض وأقوى اللقاءات شاكرين ربهم على كل هدف ساجدين جاعلين من أنفسهم قدوة لكل اللاعبين العرب والمسلمين.
بداية التصفيات :
إنتهت مباراة زامبيا مع منتخبنا بالتعادل بهدف لمثله فى القاهرة لأعرب على حزنى الشديد لهذة الخسارة الكبيرة لنقطتين نحن الآن فى عرضهم .
وخرج الفئران مرة أخرى من جحورهم مرددين نغمات جديدة من نوعية " لاعيبه كبرت وشبعت " حتى كانت مباراة البليدة والتى كانت بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير .
وقتها خرجت وقلت جملة أعنيها جدا الآن وهى " باى باى كاس العالم .. باى باى كل حاجه "
وعنيت بها أن الأمل قد إنتهى فى التأهل والأمل إنتهى أيضاً فى كل ماهو قادم !
طالب الجميع برقبه حسن شحاته وحل إتحاد الكرة " البيزنس" وتوقع هزيمة تاريخية من منتخب البرازيل فى كأس العالم للقارات مشبهين منتخبنا بفريق أسمنت أسيوط !
إنتفاضة الفرعون :
بهر منتخب مصر العالم أجمع وليس إفريقيا فقط بالعرض القوى الذى أحرج به البرازيل بطل كأس القارات والفوز على إيطاليا بطلة العالم فوزاً مستحقاً ...
أدركت أن الفرعون قد عاد وخرج من تابوته ثائرا على الجميع , فوزان خارج الديار وفوز فى القاهرة وينتظرنا الآن فوز جديد لنتوج معاً مجهود 4 سنوات بل 20 عاما من الإنتظار.
لحظات فارقة :
نعم إنها لحظات فارقة فى تاريخ كرة القدم المصرية , فإما التتويج والصعود إلى السماء بجوار نجوم العالم أو النسيان التام وعودة المومياء إلى التابوت.
مجهود أفضل جيل عرفته الكرة المصرية بقيادة "تريكة" فى مهب الريح .. فإما التتويج المستحق بالصعود إلى كأس العالم أو صرف النظر عن تشجيع ما يسمى بكرة القدم بعد الآن.
نعم أقولها صريحة وبكل صدق وأنا على يقين من ذلك .. إن لم يتأهل منتخب مصر إلى كأس العالم 2010 فسوف أتوقف عن التشجيع للأبد , مثلى مثل الكثير من جيل 1994 بعد طوبة زيمبابوى وقلشة مجدى طلبة !
وليس هناك مستقبلا لمصر فى حالة – لاقدر الله – لم نتأهل للمونديال , فمعظم الخبرات ستعزل – منطقياً - قبل 2014 وإنظروا معى لمنتخبات الشباب فى المراحل السنيه المختلفة !
لكنى على ثقه فى الله وفى المعلم وفى رجالنا اللذين أشعرهم أخوتى هذة الأيام .. وأستدل على ذلك ببعض النقاط المضيئة :
1- تريكة :
لاعب إستثنائى قالها عصام الشوالى يوم 10 فبراير 2008 أنه لم يوجد فى التاريخ الكروى المصرى لاعب مبارك مثل أبو تريكة .
المنقذ والذى أتوقع منه دوراً كبيراً فى موقعة 14\11 القادمة , فلو عدنا إلى الوراء إلى عام 2006 وبالتحديد فى ملعب رادس بتونس , ماذا كان موقف النادى الأهلى وقتها؟
بالضبط , فعل مثلما فعل المنتخب بأن وضع نفسه فى موقف صعب بالتعادل على أرضه ووسط جماهيره مع الصفاقسى التونسى , ولكن كان لتريكة رأياً آخر ..
هل ترون معى تشابهاً فى المواقف وفريق عنيد أضعف من فريقك بمراحل وجد نفسه على أعتاب الأفراح فاحتفل حتى تحولت الأفراح الى مأتم كبير؟
هل تجدون معى تشابها فى التواريخ؟ فى عنجهية المدير الفنى لكل فريق؟
إن شاء الله أبو تريكة سيكون له رأيا آخر بإذن الله ..
كما أن للماسيترو أهدافة الخاصة التى تتمثل فى كونه ينقصه هذا التتويج حتى يصبح أهم لاعب فى تاريخ كرة القدم المصرية , فهو لا ينفصه سوى اللعب فى هذا المحفل العالمى .
2- ميدو :
خيراً فعل حسن شحاته بإستبعاده من إختياراته .. فهو فأل سىء على منتخبنا للأسف , لكونه شريك فى كل مشاهد الإحباط التى ذكرتها حتى الآن بما فيهم مباراة زامبيا فى مارس هذا العام .
3- تاريخ وظروف المباراة تتشابه مع ظروف مباراة الصفاقسى الشهيرة .
لاعبى منتخب مصر .. بالله عليكم لا تخذلونا ولا تمحوا بأيديكم ما سطرتموه من إنجازات على مر الأربعة أعوام الأخيرة , فالمجد فى إنتظاركم أو النسيان لجيل لن يتكرر قريباً ..
دعونا نفخر بكم أمام أبنائنا وأحفادنا فى المستقبل عندما نذكركم بأنكم قد فعلتم كل شىء ممكن للكرة المصرية !
ومقادير الفوز بسيطة تتلخص فى الثبات والثقه فى الله والثقه فى النفس .. فمنافسكم أقل منكم كثيرا وأقل بمراحل ممن ضربتموهم بالأربعة .
ونحن معكم حتى النهاية ..

لاعبوا الجزائر والجمهور الجزائرى :
ليست معركة ضدكم ولا إنتقاما منكم .. ولكنه حلمنا المشروع ونحن أجدر به منكم .. فعفوا لن نتنازل عن حلمناً !!
إن غدا لناظره قريب ..
وعذرا للإطالة.

0 comments: