11/28/2009

مهاجر إلى الديار

مهاجر الى الديار


ظننتها النهاية .., أجلس وحيدا متكأ على عصا كالعجائز .. أتأمل بقايا قصر مهدوم .. أشرد بذهنى لساعات .. أتذكر فترات قد عشت فيها ومضت .., فمنذ رحيلى عن ديارى بعد فقدان كل ما أملك ولم أستقر فى مكان .., دخلت فى حقول مغناطيسية لم أستطع الخرج منها بسهولة .. ولكنها كانت تجربة جديدة لولاها ماكانت هذة السطور قد كتبت .., وبعد خروجى من دوائر الحقول المغناطيسية المفرغة .. وجدتنى أبحث عن هدف آخر ومستقر لقدمى أنا ومن رافقت فى رحلتى .., وكان القصر الكريستالى .. اللذى إنهار فوقى فور الإنتهاء منه .., فتركته وذهبت إلى البعيد .., أبعد مكان قد أستطيع الوصول إليه .., وإنتهى بى المطاف حيث جلستى هذة على هوة جبل عتيق .
وحين نظرت حولى .. فإذا بالشمس تشرق , ورأيت النور يملأ الكون لأول مرة منذ رحيلى عن الديار .. شعرت فى هذة اللحظة كم إشتقت لنور الصباح , فكم من الأحداث تركتها تمر وأنا مختبىء خلف ظلمات الليل , وقفت فى مكانى ونظرت حولى .., فبدى لى كل شيء واضح هذة المرة , حينها إكتشفت أنى قد عدت لديارى , ,أيقنت أنه قد آن لعهد رواية الحكايات ومصادقة الليالى أن ينتهى .. نظرت إلى الصقر اللذى يرافقنى , فوجدته على وشك الرحيل .. سألته .. لم سترحل عنى يا رفيقى الوحيد .., فإبتسم وقال لى , أولم تنتهى رحلتنا معاً ؟ .. عدت لديارك وأعود لديارى , ثم طار وحط فوق كتفى وهمس فى إذنى قائلا :
ماكان أصبح فى طى النسيان .., دروس الماضى قد تفلح فى بعض الأحيان .. عش حاضرك وإستفد من ماضيك ولا يتملكك الكبر .. فقط كنت عالياً , وطار بعيدا وأنا أحملق فيه وأبتسم , وهمست قائلاً لنفسى .., ليتنى مثلة .. أستطيع الطيران وقتما أشاء .., أصل إلى هدفى بدقة .. وأظل رغم ذلك فى السماء
وأدرت ظهرى ومشيت متفقداً موطنى .. ونسيم الصباح يملأ صدرى .., ومنذ ذلك الحين عاهدت نفسى على ألا أبرح ديارى .., فكفانى فخراً أن صرت يوماً .. مهاجر إلى الديار
8\4\2006

0 comments: