6/22/2008

فى إنتظار القطار

أجلس بين قضبان القطار أنتظر رحلتى














أجلس بين قضبان القطار أنتظر رحلتى
أتأمل الشمس بين لمعان القضبان
أفكر كثيراً لكن النهاية واحدة
وهى الرحيل
ولم لا أرحل؟
فماذا أنتظر فى محطتى الحالية؟
أنتظر القطار ليأخذنى سريعا الى وجهتى
التى مازلت لا أعرفها
تدق ساعات الإنتظار فى أذنى معجلة الرحيل
وتتشبث قدماى فى الأرض تنوى البقاء
فيأتى القطار وينتظر منى الصعود
ولكن ..
أظل منتظرا
لعلها ليست رحلتى
لعلها ليست وجهتى
اللتى لا أعرفها
أنتظر ساعات طويلة
أياماً طويلة
وربما أعوام ..
ومازلت منتظرا
ألقى نظرى خلفى كل حين والآخر
فأجد حطاما ورماد
أقرر الرحيل من جديد
ولكنى متردد
أجلس بين قضبان القطار ومازلت منتظرا
أخشى أن يأتى القطار ويدهسنى
أخشى أن تفوتنى رحلتى
أخشى ألا تكون رحلتى
أخشى أن أفقد هويتى
فأظل قابعا فى جلستى
منتظرا ولا أعلم الى متى
فربما تمر أعواما أخرى ولا أدرى
كم الساعة الآن؟
تأخر الوقت بى
وأشتد وهنى
فجلست مرة أخرى
وإنتظرت ..
حتى جاء القطار
خالياً من الركاب
يسير ببطء
ينادينى لكى أصعد
أنظر إليه يتحرك أمامى ولا أتحرك
ينتظرنى ساعات طويلة مرت كالأعوام
وحين قررت الرحيل وجدته قد رحل
قررت اللحاق به ولكننى لا أتحرك
فلا أعلم أين وجهتى
ولا أعلم متى يأتى القطار القادم
فخشيت مزيدا من الإنتظار
وقررت الرحيل سيرا
فلربما أجد بين الحطام حياة
فوجدت قلوباً لا تنبض
وعيوناً لا تدمع
وذكريات مؤلمة
فهرعت الى قضبان القطار
أنوى الرحيل .. بلا دليل
فأخيراً .. قررت الرحيل هذة المرة
ولكنى لا أعرف متى
ولا إلى أين
فجلست مرة أخرى
فى إنتظار القطار ..

إسلام يونس
22\6\2008

0 comments: